كم عدد يهود اليمن

نتعرف على كم عدد يهود اليمن فيهود اليمن (تيمانيم) هم إحدى أقدم الطوائف اليهودية في العالم. تاريخهم يمتد لآلاف السنين ويحيط به العديد من الأساطير والروايات حول منشأ وجودهم في اليمن. تتباين الروايات بين من يعتقد أن وجودهم يعود إلى أسعد الكامل الذي نشر اليهودية في اليمن، وبين من يرى أنهم بقايا السبئيين الذين اعتنقوا اليهودية في عهد الملكة بلقيس. في حين يزعم البعض الآخر أن النبي إرميا أرسل 75,000 شخص من سبط لاوي إلى اليمن.

كم عدد يهود اليمن

يصنف الباحثون يهود اليمن ضمن طائفة “المزراحيم”، بينما يعتبرهم البعض جزءاً من “السفارديم”. ومع مرور الوقت، أصبحت الطائفة اليمنية مميزة في ممارساتها الدينية والتقاليد الاجتماعية، ما جعلها واحدة من أقل الأقليات في العالم. كان عددهم يقدر بحوالي 55,000 نسمة في عام 1948، لكنه تراجع بشكل كبير ليصل إلى أقل من 50 شخصاً في عام 2018 بسبب هجرة العديد منهم إلى إسرائيل.

عدد المسلمين في روسيا وضع مسلمي روسيا هناك ونسبتهم بين السكان

الجذور التاريخية لليهود في اليمن

تعود بعض الأساطير إلى الملك سليمان، الذي يُقال إنه أرسل تجاراً يهود إلى اليمن لجلب الذهب لبناء هيكل أورشليم. كما توجد روايات تاريخية أخرى تشير إلى أن الوجود اليهودي في اليمن يعود إلى فترة ما قبل الميلاد، حيث يرتبط تاريخهم بحملات الإمبراطورية الرومانية. هناك أيضاً روايات تقول إن اليهود الذين هاجروا من أورشليم بعد تدمير الهيكل على يد تيتوس في عام 70 ميلادية استقروا في اليمن.

على الرغم من هذه الأساطير، فإن الأدلة التاريخية تؤكد وجود اليهود في اليمن منذ القرن الميلادي الثاني، حيث تم العثور على آثار تعود إلى ذلك العصر. يعتقد البعض أن هذا الوجود كان نتيجة لتأثيرات يهودية على مملكة حمير في جنوب شبه الجزيرة العربية، خاصة فيما يتعلق بتعدد الآلهة في تلك الفترة.

اليهود في ظل الإسلام

بعد ظهور الإسلام، تم السماح لليهود بممارسة شعائرهم الدينية بشرط دفع الجزية، وقد عاشوا في ظل معاملة أهل الذمة. رغم ذلك، شهدت فترة حكم الأئمة الزيدية محاولات لتغيير هوية اليهود، مثل تبني أيتامهم وتربيتهم على تعاليم الإسلام. ورغم إضطهاد بعض اليهود وتحولهم إلى الإسلام، إلا أن مجتمع اليهود في اليمن استمر في الحفاظ على تقاليدهم الخاصة.

كان اليهود اليمنيون، بشكل عام، يعملون في المهن الحرفية مثل صياغة الذهب وصناعة الخناجر، وكانوا يتمتعون بعلاقات مع القبائل التي كانت تحميهم عندما تدهورت الأوضاع في المدن. أما في الجانب الديني، فقد عرفوا بعادات خاصة في قراءة التوراة، مع لحن وترتيل مميزين عن اليهود في أوروبا.

التراث الثقافي والتقاليد

يشتهر اليهود اليمنيون بتراثهم الثقافي الغني الذي يميزهم عن غيرهم من اليهود في العالم. من أبرز هذه التقاليد هو تراتيل التوراة الخاصة بهم التي تختلف عن تلك المستخدمة في أوروبا. إضافة إلى ذلك، فإن التقاليد الموسيقية والعادات الاجتماعية لليهود اليمنيين كانت تنطوي على لحن فريد وطقوس دينية متنوعة. يُعلم الأطفال اليهود من سن مبكرة كيفية قراءة التوراة دون الحاجة إلى حروف التشكيل، مما يعكس دقتهم في النطق.

وتتميز أعراس اليهود في اليمن بمراسم تقليدية تستمر لمدة أسبوع، تشمل العديد من الأغاني التراثية بالعبرية والعربية، كما يكون للحنة طقوس خاصة تُحاكي ما ورد في النصوص التوراتية.

من بنى الأهرامات ؟ هل قول اليهود صحيح ؟

الهجرة إلى إسرائيل

بدأت هجرة اليهود اليمنيين إلى إسرائيل منذ أواخر القرن التاسع عشر، وزادت وتيرتها بشكل كبير بعد إعلان قيام دولة إسرائيل. في عام 1949، هاجر العديد منهم عبر عملية “بساط الريح” التي شهدت خروج أكثر من 50,000 يهودي يمني إلى إسرائيل. لكن بعد قيام الدولة، تعرض اليهود في اليمن لعدة هجمات واعتداءات من قبل بعض المجموعات المحلية، مثل مذبحة عدن في 1947، حيث قُتل العديد من اليهود وأُحرِقَت متاجرهم.

خلال العقود التالية، استمرت الهجرة بشكل تدريجي، وواجه اليهود اليمنيون في إسرائيل صعوبات في الاندماج، حيث شعروا بالتمييز من قبل اليهود الأوروبيين الذين هيمنوا على المجتمع الإسرائيلي. واحدة من أبرز القضايا التي تسببت في صدمة لدى اليهود اليمنيين كانت قضية “الأطفال المفقودين” بين عامي 1949 و1951، حيث اختفى حوالي 1000 طفل يهودي يمني أثناء وصولهم إلى إسرائيل، ما أثار اتهامات بتبنيهم دون علم ذويهم.

الوضع الحالي لليهود في اليمن

اليوم، يعتبر اليهود اليمنيون من أندر الجماعات اليهودية المتبقية في اليمن، حيث يعيش معظمهم في محافظتي صعدة وعمران. تعرضوا لعدة مشاكل اجتماعية واقتصادية، بما في ذلك صعوبة العمل والعيش في ظل الصراع الدائر في البلاد. مع تصاعد التوترات السياسية بعد صعود جماعة الحوثيين، شهدت حياة اليهود في اليمن صعوبات متزايدة، ما دفع العديد منهم للهجرة إلى إسرائيل.

بحلول عام 2016، كان لا يزال هناك حوالي 50 يهودياً فقط في اليمن، ويعيشون في ظروف قاسية. على الرغم من ذلك، استمروا في الحفاظ على إرثهم الثقافي والديانة اليهودية في إطار مجتمع صغير جداً. لا يزال الوضع الحالي لليهود في اليمن مصدر قلق دولي، حيث تتزايد الاعتداءات عليهم، وهو ما دفع آخرين إلى مغادرة البلاد نحو إسرائيل في السنوات الأخيرة.

خاتمة

كم عدد يهود اليمن يهود اليمن يمثلون جزءاً مهماً من التاريخ اليهودي والعربي على حد سواء. إرثهم الثقافي والديني الفريد لا يزال حيّاً رغم التحديات التي يواجهونها. ورغم تراجع أعدادهم بشكل كبير في السنوات الأخيرة، فإن مساهماتهم في المجتمع الإسرائيلي وفي التاريخ اليهودي بشكل عام تبقى بارزة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *