سور الصين العظيم من الذى بناه وكم طوله وقصة سور الصين العظيم

يعد سور الصين العظيم من أبرز عجائب الدنيا السبع التي يعجز العديد من العلماء عن تقدير عظمته بشكل كامل. يمتد السور عبر آلاف الأميال ويعكس تاريخًا طويلًا من الحروب، التضحيات، والفوز بالسلام. في هذه المقالة، سنتناول بعض الحقائق التاريخية القيمة حول هذا الصرح الضخم، بالإضافة إلى الأسباب التي دفعت إلى بنائه، والمعارك الدموية التي صاحبته في سبيل تشييده، وأهمية السور الذي لا يزال يعد من عجائب الدنيا السبع.

ما هو سور الصين العظيم؟

سور الصين العظيم هو جدار ضخم يمتد عبر الحدود الشمالية والشمالية الغربية للصين، حيث يبدأ من منطقة تشينهو أنغتاو على خليج بحر بوهاي في الشمال الشرقي، ويمتد حتى منطقة غاوتاي في مقاطعة غانسو في الغرب.

أثار طول السور العديد من الجدل بين العلماء؛ إذ يختلف تقدير طوله بناءً على المعايير المستخدمة في القياس، ولكن الأرقام الحديثة تشير إلى أن طوله يصل إلى حوالي 5500 كيلومتر. أما ارتفاع السور فيتراوح بشكل عام بين 7.6 متر وقد يصل إلى 14 مترًا في بعض الأماكن، مما يجعله واحدًا من أكبر المشاريع المعمارية في تاريخ البشرية.

إلى جانب الجدار، يضم السور العديد من الأبراج التي كانت تستخدم للمراقبة. وهذه الأبراج كانت تقام على مسافات تُقدر بحوالي 150 مترًا، حيث يصل ارتفاع البرج الواحد إلى 12 مترًا، وتُستخدم لتقديم الإنذارات في حالات الهجوم.

ما الغرض من بناء سور الصين العظيم؟

قد يظن البعض أن سور الصين  هو عبارة عن جدار واحد فقط، ولكن الواقع يختلف. فقد بدأ بناء الأسوار في الصين لأغراض دفاعية ضد غزوات القبائل الشمالية، وتوسعت تلك الأسوار لتصبح شبكة دفاعية مترابطة مع مرور الوقت.

في عام 221 ق.م، قام الإمبراطور شي هوانجدي بتأسيس أول إمبراطورية موحدة في تاريخ الصين، وأمر بتدعيم تلك الأسوار وتحويلها إلى سور واحد متكامل لحماية الإمبراطورية من أي تهديدات خارجية. خلال هذه الفترة، بدأ السور في التوسع والاتصال ببعضه البعض ليشكل في النهاية جدارًا ضخمًا يمتد عبر أراضٍ شاسعة.

لكن أسرة مينغ (1368–1644) كانت هي التي أكملت بناء السور في صورته النهائية، حيث استخدمت أحدث الأساليب الهندسية في تقويته وتوسيع بنيته. استمر العمل في تحسين السور أكثر من 200 عام.

إحدى الاستخدامات المهمة التي كان يوفرها السور هي الأبراج المراقبة، حيث كانت تستخدم لإرسال إشارات الإنذار في حالة الهجوم، عبر إشعال النيران في الليل أو إطلاق الدخان في النهار.

الصراع الدموي أثناء بناء سور الصين العظيم

إن بناء سور الصين العظيم لم يكن سهلًا أبدًا. فقد شهد السور الكثير من المعاناة والتضحيات. أمر الإمبراطور بتجنيد العمال من كل مكان، حتى من أولئك الذين كانوا يعتبرون أعداء الإمبراطورية، للعمل في بناء السور. ومن المعروف أن بعض المصادر التاريخية تشير إلى أن:

  • من بين كل ثلاثة رجال كان يُجبر واحد منهم على العمل في بناء السور.
  • من بين كل عشرة عمال، كان ينجو فقط ثلاثة.

وتشير بعض الروايات إلى أن الإمبراطور كان يأمر بقتل أي عامل يُكتشف وهو نائم أثناء العمل على السور، ما جعل بناء السور يشهد معاناة هائلة، ليُعتبر بحق “قبرًا حيًّا” للكثير من العمال.

سور الصين العظيم: أعجوبة من عجائب الدنيا السبع

هو أحد أقوى وأروع الإنجازات المعمارية في تاريخ البشرية. رغم ما شهده من أوقات ضعف، فقد ظل هذا السور رمزًا خالدًا لالحضارة الصينية. وبفضل تاريخه العريق، أصبح السور الآن من أشهر مواقع السياحة في العالم، حيث يزوره الملايين سنويًا.

إلى جانب أهميته التاريخية، يعتبر السور رمزًا مقدسًا للصينيين. فقد تم استخدامه في العديد من الأعمال الفنية والأفلام الصينية ليعكس القوة والشجاعة التي تحملها الصين في وجه الأعداء.

ومع ذلك، لا يزال السور يثير الكثير من الأساطير والقصص الشعبية. من أشهر هذه الأساطير كانت مقولة “يمكن رؤية سور الصين العظيم من القمر”، ولكن تم إثبات أن هذا غير صحيح، وكان من المحتمل أن تكون هذه الأسطورة قد تم ترويجها لزيادة شهرة السور بين الناس.

أهمية سور الصين العظيم اليوم

اليوم، يعد سور الصين العظيم واحدًا من أهم المعالم السياحية في الصين، إذ يتمتع بشعبية كبيرة بين الزوار من جميع أنحاء العالم. يقوم العديد من السياح بزيارة هذا المعلم الرائع للتعرف على تاريخه العريق ومشاهدة الروعة المعمارية التي تجسد عظمة الحضارة الصينية القديمة.

علاوة على ذلك، يُعتبر السور جزءًا من التراث العالمي لليونسكو ويُستغل في الأفلام والبرامج الوثائقية، مما يجعله أكثر شهرة في جميع أنحاء العالم.

إضافة إلى دوره الثقافي، فإن السور يعكس أيضًا قدرة البشرية على تحقيق إنجازات هائلة في ظل الظروف الصعبة، مما يجعله ليس فقط معلمًا سياحيًا ولكن رمزًا للعزيمة والصمود.

سور الصين العظيم ليس مجرد جدار طويل يمتد عبر أراضٍ شاسعة، بل هو شاهد على تاريخ طويل من التضحيات، الفتوحات، والإنجازات العظيمة. من خلال هذا السور، نتعرف على الإرادة البشرية في مواجهة الصعاب ونجاحها في بناء حضارة عظيمة تمثل إحدى أعظم الإنجازات المعمارية في العالم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *